بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تستمر معاناة أكثر من 4000 مدني، من أهالي قرية (السلحبية) بريف الرقة الغربي، مع استمرار إبعادهم وتهجيرهم عن منازلهم قسرا، من قبل مليشيات قوات سورية الديمقراطية "قسد"، منذ دخولها القرية 22 أيار الفائت، وما يرافق ذلك من ظروف إنسانية ومعيشية قاسية.
انتهجت هذه المليشيات سياسات إقصائية طالت كل من يخالفها بالتوجه والرأي والعقيدة، على قاعدة "عدم الاعتراف بالمغاير والمختلف"، حيث قامت مليشيات "قسد" بعد تهجير أهالي (السلحبية)، بتجريف عدد من منازل المدنيين، بعد سرقتها وإفراغها من كل محتوياتها.
وبحسب ما أكد الناشط الإعلامي (صهيب الحسكاوي)، نقلا عن الأهالي، فإن "قسد" اعتبرت كل أبناء هذه القرية والبالغ عددهم نحو (6000 نسمة)، موالين لتنظيم "الدولة" اختار قسم منهم التوجه نحو مدينة (الطبقة) والقرى المحيطة بها، هربا من قسوة العراء والطقس.
وشدد (الحسكاوي) في حديثه لبلدي نيوز على أن السبب المباشر لتهجير أهل (السلحبية)، هو بدافع انتقامي بالنسبة لمليشيات "قسد"، بعد أن رفضوا الاعتراف بالأخيرة كقوة محررة، وجعلها في ذات الميزان مع تنظيم "الدولة".
وكشف (الحسكاوي) عن أسماء بعض المدنيين ممن جرفت منازلهم من قبل مليشيات "قسد" وذكر منهم ( خضر الحمود، حمود الخليف، منزل الكشة، إسماعيل محمد العبو، منزل إمام المسجد).
وأوضح بأن عناصر من مليشيات "قسد" اعتدوا على الأهالي حين تظاهروا وطالبوهم بالسماح لهم العودة إلى منازلهم، حيث يعيشون في خيام بالأراضي الزراعية بمحيط قريتهم.
وعن الوضع الإنساني؛ قال الصحافي السوري (عروة المهاوش)، وهو من أهالي محافظة الرقة: "يعاني أهالي السلحبية المهجرين والمقدر عددهم بـ 4 آلاف شخص، ظروفاً معيشية صعبة للغاية، وذلك بعد تهجريهم من قريتهم من قبل قوات سورية الديمقراطية (قسد) وعدم السماح لهم بالعودة إلى بلدتهم، رغم كل النداءات التي وجهتها الشبكات الحقوقية والنشطاء، متضمنة حق عودة المهجرين قسراً من مدنهم وقراهم".
وأوضح (المهاوش) لبلدي نيوز أن "المهجرين يعيشون في خيم لا تقيهم حر الشمس في ظروف مناخية ملتهبة، وتفتقد لأدنى مقومات الحياة، ودون مساعدات غذائية أو خدمات صحية، مقدمة من أي جهة".
وعن ممارسات مليشيات "قسد" بحقهم، قال المهاوش: "منع أهالي السلحبية من العودة إلى بيوتهم، رغم محاولاتهم الكثيرة، حيث أقدمت مليشيات (قسد) على إطلاق النار عليهم مما تسبب بإصابة البعض منهم إصابات بالغة" .
وزاد المهاوش "أكثر من شهر بعد طرد تنظيم (الدولة) من القرية، وأهالي (السلحبية) يعيشون ظروفاً صعبة، أودت بحياة الكثيرين منهم، في ظل هذه الظروف، يضاف إلى ذلك عمليات تجريف للأراضي الزراعية وتفجير بعض البيوت داخل القرية بحجة وجود ألغام".
وطالب المتحدث مليشيات "قسد" ومن يدعمها من قوى التحالف الدولي، طالبهم بالسماح للأهالي المهجرين قسراً بالعودة إلى بيوتهم وقراهم فوراً ودونما إبطاء، بحجج واهية يختفي خلفها الكثير من المشاريع التي تبنى على تغيير ديمغرافي بالمنطقة.
ووجه نداء للمنظمات الحقوقية والإنسانية والهيئات المدنية، لأخذ دورها كاملاً في إيصال صوت المهجرين، لتأمين عودتهم إلى بيوتهم.
وفي الصدد؛ قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن قرابة 4000 شخص عالقين في الحقول المحيطة بقرية (السلحبية الشرقية) بريف الرقة، يفتقدون لأبسطَ مقومات الحياة ويعيشون في خيم بدائية دون مساعدات غذائية أو مياه صالحة للشرب أو مستلزمات صرف صحي، إضافة إلى انعدام شبه تام للرعاية الصحية، حيث لم تسمح لهم قوات سوريا الديمقراطية بتلقي العلاج ضمن النقطة الطبية التي افتتحتها داخل القرية.
وذكرت الشبكة في تقرير لها، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هجّرت قسراً نحوَ 4000 آلاف مدني من قرية (السلحبية الشرقية) العربية الأصل بريف الرقة الغربي، بعد تقدم قواتها باتجاه القرية في منتصف شهر أيار 2017.
وأضافت الشبكة في تقريرها أنه في 22/ أيار/ 2017 سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على القرية بشكل كامل، وأجبرت أهلها المقيمين ضمن الخيم في محيطها على المغادرة منها، ما اضطرهم إلى التَّوجه إلى منطقة بريَّة قاحلة تقع شمال القرية وذلك بتاريخ 25/ أيار/ 2017، وبعد انقضاء 15 يوماً سمحت "قسد" للأهالي المشردين بالعودة إلى الحقول الزراعية المحيطة بالقرية فقط، ذلك بعد تفاوض أجرته مع وجهاء القرية، لكنَّها لم تسمح لأي شخص بدخول القرية.